بيروت ـ من زهرة مرعي: ألهب الشاب الفلسطيني محمد عساف مشاعر المتابعين لبرنامج أراب أيدول، وبخاصة أبناء وطنه فلسطين.
يتميز محمد عساف بصوت قوي وقادر، كما وله حضوره المحبب جداً. بدورها تأثرت
لجنة الحكم بأداة عساف وشجعته كما غيره من المشاركين في المباراة. أما في فلسطين
فأحدث عساف تغيراً في’نمط الحياة، حتى بات مساء الجمعة مخصصاً له والتصويت
يتم جماعة. وصله الدعم عارماً حتى من الأسرى الذين حادث بعضهم عبر الهاتف.محمد عساف شاب في عمر ال23 سنة لجأت عائلته منذ النكبة من بلدة القسطينة قضاء الرملة إلى غزة، وهو يرى في غنائه نوعاً من أنواع النضال الذي نشأ عليه منذ صغره، فالنضال ليس بالسلاح فقط.
مع محمد عساف كان هذا الحوار:
‘ هل يعجبك لقب عندليب فلسطين؟
‘ شرف كبير جداً لي أن يقال بأني عندليب، وهو اللقب الذي حمله الفنان الراحل العظيم عبد الحليم حافظ. وأتشرف أيضاً بأن يناديني أهل بلدي بعندليب فلسطين، وهو أمر يمدني بحافز الاجتهاد أكثر في هذا البرنامج. أنا سعيد بهذا اللقب، وأرحب به جداً.
‘ أحدثك ونحن في 15 أيار ذكرى النكبة فماذا تقول لك هذه المناسبة الأليمة؟
‘ بهذه المناسبة أحيي الشعب الفلسطيني الذي يعيش المعاناة منذ سنة 1948، وكذلك انحني خشوعاً أمام شهداء الثورة منذ النكبة وحتى الآن. تحية للأسرى، وتحية لعذابات أمهات فلسطين. وتحية لكل فرد من هذا الشعب المناضل بهدف نيل الحرية.
‘ قبل مشاركتك في برنامج أراب أيدول ماذا كنت تفعل في الحياة؟
‘ كنت أتابع دراستي في السنة الرابعة من كلية الإعلام فرع العلاقات العامة في جامعة فلسطين.
‘ هل كنت تتوقع الوصول إلى هذه المرتبة في برنامج أراب أيدول؟
‘ مررت بالكثير من المحطات في هذا البرنامج الرائع لكني لم أتوقع الوصول إلى هذه المرتبة. أديت اغنياتي بكل أمانة آملاً لانجاح لكني لم أتوقع الوصول إلى النهائيات.
‘ ماذا قال لك الرئيس الفلسطيني حين إتصل بك؟
‘ أولاً أشكره جداً على هذه اللفتة الطيبة وعلى اهتمامه بي كمتبار يمثل فلسطين في هذا البرنامج. أبلغني الرئيس عباس دعمه لي. وقال لي بأن الأغنية الوطنية هي واحدة من أشكال النضال، وبأني’أمثل فلسطين. وهو أخجلني عندما قال لي بأني أصبحت رمزاً للشعب الفلسطيني الذي يحبني كثيراً. طبعاً هو اتصال يشرفني ويسعدني.
‘ وماذا قال لك رئيس الحكومة المستقيلة سلام فياض؟
‘ لم تكن المحادثة بيننا مباشرة إنما الرئيس سلام فياض عبّر عن موقفه على مواقع التواصل الاجتماعي. وهو حث الشعب الفلسطيني على التصويت لي.
‘ كم يترك أثراً في نفسك أن تلقى دعم وتصويت المعتقلين في سجون الاحتلال؟
‘ ليس هذا وحسب، بل تلقيت اتصالات هاتفية من الاسرى من داخل السجون. تلقيت منهم التحية والدعم. وهذا ما اتحدث به إليكم للمرة الأولى.
‘ ماذا يقول لك كل هذا الدعم الشعبي الذي يناله متباري لأول مرة في برنامج هواة؟
‘ بكل تأكيد هذا ينم عن عراقة هذا الشعب الأبي الذي يواجه ظلماً ليس بعده ظلم في هذا العالم، ومع ذلك يقف تلك المواقف الرائعة. وهو يحاول ومن رحم المعاناة أن يخلق’مواقف جميلة من خلال تصويته ودعمه لي. أنا سعيد بما يفوق التصور بما يحدث، وأنا أفتخر بفلسطينيتي.
‘ هل أنت من تختار أغنياتك؟
‘ بمساعدة الفريق المشرف على البرنامج، وليس لي الحرية المطلقة في هذا الاختيار. هي مهمة يشرف عليها فريق كامل متكامل.
‘ ولم تشعر مرة بأنك مرغم في اختيارك؟
‘ مطلقاً.
‘ متى بدأت تتلمس موهبتك؟
‘ كما يقال منذ نعومة أظافري. ومنذ كنت في عمر الخمس سنوات’كنت أغني للأهل في المنزل، وكان الفرح حينها يعم الجميع. وعندما بدأت الدراسة الابتدائية صرت أغني في المدرسة وفي كافة المناسبات. كذلك غنيت في حفلات المجتمع المدني، وفي المخيمات الصيفية. ومع بدء انتفاضة سنة 2000 قدمت أغنيتي الوطنية الأولى الخاصة وهي ‘شدي حيلك يا بلد’. وهكذا كانت أغنياتي تتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني وقضيته.
‘ هل درست الفن أكاديمياً؟
‘ لم تتسن لي الدراسة. بدأت في الفن كهواية، لكني مع الوقت اكتسبت خبرة كبيرة من خلال المسرح. فقد مثلت فلسطين في محافل دولية كثيرة جداً، منها مهرجان الربيع في فرنسا لسنتي 2006 و2007، كذلك في الملتقى العربي في مصر. هي مهرجانات متعددة شاركت فيها على مستوى الوطن العربي وأوروبا.
‘ من هو مثالك الأعلى في الغناء؟
‘ أكيد هو الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، وديع الصافي، عبد الحليم حافظ، وأم كلثوم. أنا منجذب’لزمن الطرب القديم.
‘ هل ستسجل أغنية راغب علامة ‘يا ريت فيي خبيها’ التي اهداك إياها؟
‘ أشكر الأستاذ راغب على هذه الهدية. وإن وفقني الله في حياتي الفنية ففي أو سي دي لي سوف أسجل الأغنية وأضمها إليه.
‘ هل تلمس تشجيعاً مميزا من راغب علامة لك؟
‘ يمدني الأستاذ راغب مع باقي أعضاء لجنة التحكيم من السيدتين أحلام ونانسي عجرم والأستاذ حسن الشافعي بكل الحب والعناية. علاقتي بالجميع جيدة. والأهم أنهم جميعاً يعاملون كافة المشتركين بالتساوي. وهم يهتمون بتقديم النصيحة التي تفيدنا في المجال الفني.
‘ كيف سيكون برنامج حياتك إن فزت باللقب؟
‘ هو دون شك هو كلام سابق لأوانه، لكن في حال وصلت أو لم أصل فيكفيني إني كسبت شرف هذه التجربة. سعيد جداً بمشاركتي في برنامج أراب أيدول، كذلك مسرور جداً بالمرحلة التي وصلتها. بإذن الله سوف أتابع مشواري الفني. وأؤكد أن’تعبيري الفني عن معاناة الشعب الفلسطيني سوف يستمر، فهو الموضوع الأساس الذي يشغلني. سأسعى لبلورة موهبتي تماماً كما كافة الفنانين المعروفين على مستوى الوطن العربي. وهدفي أن تكون لي أغنيات رائعة.
‘ هل ابلغت من ذويك ومعارفك أن الشارع الفلسطيني يهدأ في حركته عشية الجمعة. وما وقع ذلك عليك؟
‘ ابلغت بالأمر، وبأن شاشات كبيرة ترفع في ساحات المدن حيث يتم التصويت بعد مشاهدة البرنامج. هذا’أمر مؤثر، وشكري كبير لأبناء وطني جميعهم.
‘ ما هي الأغنية الأحب إلى قلبك والتي تحكي عن فلسطين؟
‘ من أغنياتي أفضل عللي الكوفية، ومن الأغنيات الأخرى ‘راجعين يا وطنّا’.
‘ في فلسطين هناك من يعتبرك فخراً وهناك من يعتبرك خزياً. فما هو ردك؟
‘ بالنسبة لي أعتبر نفسي بعيداً عن الوصفين معاً. فأنا أمثل أولاً وأخيراً بلدي. وفي الواقع المؤلم الذي يعيشه وطني أعتبر نفسي أشكل نوعاً من أنواع النضال. فليست البندقية وحدها وسيلة نضال، بل كذلك الأغنية. كما وأعتبر ريشة الفنان وسيلة من وسائل النضال. وكذلك يشكل عمل الكاتب والشاعر الملتزم وسيلة من وسائل النضال. في اراب أيدول أمثل شعبي، وغنائي هو جزء من نضاله
